السبت 23 نوفمبر 2024 الموافق 21 جمادى الأولى 1446
ads
ads

الفرق بين المعلم "صانع الفكر" والمعلم "الناقل للعلم"

الإثنين 12/نوفمبر/2018 - 08:38 ص
دبي اليوم
دبي اليوم | تقارير
طباعة
الفرق بين المعلم
يوم المعلم / تقرير تكتبه : الشيماء خليف .
اختلفت النظرة منذ القدم وعبر العصور لدور المعلم ، فقديماً كان المعلم ناقلا للعلوم يعلم تلاميذه القراءة والكتابة، وأيضا المسؤول عن غرس الأخلاق الحميدة ونقل التراث للأجيال الجديدة، ولم يكن من الأولويات في ذلك العصر الاهتمام بمشاكل الطلاب النفسية، أو قدرات الاستيعاب التي قد تؤثر في التحصيل العلمي للطالب، وذلك لعدم دراية المعلم بكيفية قياس مستويات ذكاء الطلاب وقدراتهم ومراعاة الفروق الفردية بينهم، وتوافر القليل من المدراس والمعلمين المختصين بتعليم أصحاب الهمم؛ كان المعلم هو الركيزة الأساسية في العملية التعليمية الذي يقع علية العبء الأكبر في تشكيل اتجاهات الطلاب وتوظيف مهارتهم العقلية.
حديثا أصبح على المعلم أن يكون على علم بكل طرق التدريس المناسبة لتحديد الاهداف والتنبؤ بالصعوبات التي قد تواجه الطلاب، واستخدامها بأساليب مشوقة وطرق غير متوقعة تلفت انتباه الطلاب، وخلق روح من التنافس واستخدام أسلوب المكافأة، مع بذل المزيد من الاهتمام لرفع مستوى الطالب الذي يعاني من ضعف في التعلم والاستيعاب بالتعاون مع المدرسة والأسرة.
الفرق بين المعلم "صانع الفكر" والمعلم "الناقل للعلم" هو ان المعلم صانع الفكر لديه علاقات انسانية طيبة مع الطلاب، ويراعي القدرات العقلية والجوانب الشخصية لكل طالب، ويقوم بدمج  الطلاب في الأنشطة الطلابية ويوجه مهاراتهم لزيادة قدرتهم على الإنتاج، المعلم في وقتنا الحاضر ليس لمجرد نقل المعرفة والتلقين، فلم يعد المصدر الوحيد للمعلومات حيث تنافسه مصادر أكثر جاذبيه للتعلم مثل التلفاز والحاسب الآلي والأنترنت، بتوافر الإمكانيات وسهولة العملية التعليمية زادت الصعوبة لدى المعلم، الذي أصبح اهتمامه منصباً على البحث عن وسائل جديدة تجذب الطالب للتعليم.
مما لا شك فيه ان دور المعلم سوف يصبح أكثر صعوبة من السابق مع كل هذا التطور في التعليم الاليكتروني عن بُعد، وتصفح الأنترنت، واستخدام محركات البحث الإليكترونية، فكيف سيكون المعلم في المستقبل؟
هل سيتخلص المعلم من الأمراض المعدية التي تعوق التعليم؟ ويكف عن أرهاق نفسه وتلاميذه لنحصل على دروس أقل وتعليم أفضل وأكثر جودة؟ متى تنتهي الساعات المحددة لكل حصة واليوم الدراسي الطويل والممل؟ حيث يصبح كافيا الوقت الذي يقضيه الطالب في المدرسة ليمارس حياته اليومية بشكل طبيعي بعد العودة منها، ويتفرغ المعلم للتفكير والإبداع والانشغال بالمهارات والمواهب الخاصة للطلاب ويترك لهم حرية التفكير والابتكار.
كيف يمكن التخلي عن هذا الكم الهائل من الاختبارات وأن يتم تقييم الطالب دون ورقة اختبار، اعتمادا على الضمير والأخلاق والثقة المتبادلة بين الطالب والمعلم؟ متى يصل التعليم بالطالب إلي أسمى الدرجات، وليس مجرد شهادات ودرجات متباينة تؤثر في نفسية الطلاب وشعورهم بالنقص أو الغرور؟
هل ستختلف معايير النجاح، لنصنع شباباً يستطيعون تغيير العالم؟ ومتى نحصل على بيئة تعليمية هادئة لا تتطلب التوتر والاجهاد، بيئة خالية من الضغوط مع ترك الحرية للطالب باللعب والتحدث والحوار والمناقشة والتعبير عن الرأي؛ متى يعطى المعلم صلاحيات وثقة أكبر وحرية في التواصل مع الطالب، وتقديم مناهج تعتمد على الفهم ومهارات الاستيعاب، وصياغتها بشكل ممتع لخلق جو من التنافس؛ هل سنشهد وجود تعليم ذكي؟ ويبقى السؤال الأهم، هل يتم الاستغناء عن المعلم؟ عن طريق التعليم الذكي المتاح للجميع في أي وقت دون الالتزام بمدرسة أو سن أو درجة علمية، فهل يفقد المعلم مكانته ليحل محله المعلم الاصطناعي او الذكي، أم أن هناك أخلاقيات وقيم لا تتم إلا من خلال العنصر البشري.
لقد كان المعلم جزءا أساسيا لنهضة البشرية عامة ودولة الإمارات العربية المتحدة على وجه الخصوص، فقد حظي التعليم بمكانة كبيرة في فكر سمو الشيخ زايد طيب الله ثراه، وقام بإتاحة السبل وتذليل العقبات من أجل تطوير العلم والمعلم، فمن أقواله الخالدة: " أن تعليم الناس وتثقيفهم في حد ذاته ثروة كبيرة نعتز بها، فالعلم ثروة ونحن نبني المستقبل على أساس علمي “.
أستطاع المعلم أن يساهم في نهضة دولة الإمارات على مدار التاريخ وذلك بفضل الجهود المبذولة للارتقاء بالمعلمين لأنهم الأساس في بناء الوطن؛ وتعد " جائزة محمد بن زايد لأفضل معلم خليجي " إحدى المبادرات الرائدة التي أطلقتها دولة الإمارات في شهر ابريل الماضي لتسليط الضوء على المعلم وأهميته في بناء الوطن، واستمرار الدعم والرعاية للمعلمين للارتقاء بالمستقبل.
وكذلك أطلق سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم – مبادرة التعليم الذكي في جميع مدارس الدولة، لخلق بيئة تعليمية جديدة، تهدف للتعاون مع المعلم وتدريبه في برامج متخصصة للخروج من اطار الأنماط المألوفة في التعليم، وأطلق مؤخراً مشروع تعليمي جديد لكل الطلاب العرب وهو مشروع " مدرسة "   madrasa.org  يضم خمسة آلاف درس تعليمي بالفيديو، في الرياضيات والفيزياء والكيمياء والأحياء وغيرها، يشمل كافة المراحل الدراسية من الصف الاول وحتى الثاني عشر تم تعريبها وإعادة انتاجها باللغة العربية.
نحن على أعتاب عصر جديد سيتغير فيه مفهوم التعليم والمعلم والمدرسة، طلاب يبحثون ويواكبون التطور، والمعلم سيفقد دوره لصالح التكنولوجيا وعليه مواكبة العصر، ولن يكون هناك أتصال مباشر بين المعلم والطالب. فهل ستستطيع التكنولوجيا أن تقوم بهذا الدور " دور المعلم " ؟؟
" أتمنى أن نستطيع توفير أفضل تعليم عالمي لكل طفل عربي، ونعمل على ردم الفجوة المعرفية لعالمنا العربي باستخدام التكنولوجيا" - سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم حفظه الله .
ما مدى انتشار واتساع الصحافة الالكترونية بالوطن العربي ؟
ما مدى انتشار واتساع الصحافة الالكترونية بالوطن العربي ؟