صحيفة "لوفيغارو" عنونت حول هذا الموضوع: "استقالة كولومب تُغرق السلطة التنفيذية في أزمة".
قالت الصحيفة إن التوترات القوية التي كانت تختمر لأسابيع بين الرئيس إيمانويل ماكرون ووزير داخليته جيرار كولومب تفجرت خلال اليومين الأخيرين، في إشارة الى تقديم كولومب الذي كان ثاني أهم مسؤول في الحكومة الفرنسية بعد رئيسها إدوار فيليب، استقالته إلى ماكرون الثلاثاء لليوم الثاني على التوالي، لكي "يعود إلى مدينته ليون"، التي يطمح لاستعادة منصبه القديم فيها رئيساً لبلديتها. وكان كولومب قدّم الاثنين استقالته إلى ماكرون لكن الأخير رفضها.
وتابعت اليومية الفرنسية أن كولومب سيغادر "ساحة بوفو" وهي التسمية التي تطلق على وزارة الداخلية الفرنسية، على النحو الذي أراده منذ أسابيع، مشيرة الى أن رئيس الجمهورية اعتبر "أنه من المؤسف أن يضع جيرار كولومب نفسه في حالة استقالة"، وهي طريقة لطي صفحات هذا المسلسل الدرامي الذي بدأ قبل يومين- علّقت "لوفيغارو". واعتبرت الصحيفة أن مغادرة كولومب للحكومة تزعزع السلطة التنفيذية.
كولومب يفرض استقالته ويُضعف ماكرون
هكذا عنونت صحيفة "ليزيكو" تعليقا على استقالة وزير الداخلية الفرنسي التي أثارت استقالته بلبلة في أوساط الحكومة الفرنسية ودفعت رئيس الوزراء إدوارد فليب إلى إلغاء زيارة كان من المقرر أن يقوم بها يومي الخميس والجمعة إلى جنوب أفريقيا.
وقالت الصحيفة إن رفض ماكرون يوم الاثنين استقالة كولومب لم يمنع الأخير من التمسك بموقفه، حيث جدد الثلاثاء رغبته في مغادرة الحكومة والعودة الى مدينة ليون التي ينوي الترشح لرئاسة بلديتها عام 2020.
واعتبرت اليومية الاقتصادية أن مغادرة كولومب للحكومة تشكل أزمة غير مسبوقة وقطيعة عميقة بينه وبين الرئيس ماكرون، على الرغم من العلاقة الوطيدة بين الرجلين في الماضي، مشيرة الى أن وزير الداخلية لم يخف امتعاضه في الأسابيع الأخيرة من بعض قرارات ماكرون السياسية، وقد صرّح كولومب الشهر الماضي بأن "الحكومة تفتقر للتواضع في تعاملها مع المواطنين، داعياً السلطة التنفيذية للاستماع أكثر للشعب".
"ليزيكو" توقفت عند موقف المعارضة الفرنسية من استقالة وزير الداخلية وتحديدا ما بدا من ليّ أذرع بين الرئيس ماكرون ووزير الداخلية عند تقديم الأخير الاثنين استقالته للرئيس الذي رفضها ثم عاد وقبلها الثلاثاء بعد إصرار كولومب على الاستقالة، منتقدة ما وصفته ب"المشهد المسرحي السيء".
وقالت الصحيفة إن الرئيس ماكرون برفضه الاثنين استقالة كولومب أراد فرض سلطته حتى يبقى "سيد الساعات"، الا أن هذا الموقف انقلب ضده.
"الاليزيه ضُرب في داخليته"
هكذا علّقت صحيفة " ليبراسيون" على استقالة كولومب وما رافقها من أخذ ورد بينه وبين الرئيس ماكرون.
من يتخيل الجنرال ديغول في مشهد مماثل في صراع علني مع وزير داخليته؟ تتساءل الصحيفة، معتبرة أن سلطة ماكرون تعرضت مرة أخرى لضربة قوية. وقالت إن "مسلسل كولومب أثار سعادة المعارضة" من يمين ويسار حيث رأت في هذه الازمة السياسية بداية انهيار لسلطة ماكرون.
من جانبها خصصت يومية "لوباريزيان" صفحتها الأولى لقضية استقالة وزير الداخلية الفرنسي وعنونت: "سيكودراما في الإليزيه".
وقالت إن ماكرون قبل أخيرا استقالة الوزير كولومب بعد عدة أيام من التوتر بين الرجليْن، معتبرة أن الاستقالة تشكل ضربة قوية جديدة لرئيس الدولة.
ووصفت "لوباريزيان" في افتتاحيتها التجاذبات على رأس الدولة منذ أيام بين الرئيس ماكرون ووزير داخليته ب"الاستعراض المسرحي والفيلم السيء".