•"مدرستك تبنيك لتبني وطنك ..تعطيك علماً لتعطينا انت مجداً..من صفوفكم تبدأ احلامنا وأحلامكم..وعلي دفاتركم تسطرون مستقبل بلدكم .. بكم يعلو الوطن..فاجعلوا مدارسكم وطنا لكم.."•
بهذه الكلمات بدأ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم كلمتة الاسبوع الماضي مرحباً ببداية عام دراسي جديد. لقد حرصت دولة الإمارات منذ تأسيسها علي اصلاح التعليم وتطويره، وجعله هدفاً مشتركا تتعاون في النهوض به كل الإمارات؛بهدف بناء مستقبل مشرق يقوم علي العلم والمعرفة. ففي عام ١٩٧٢ صدر قانون إلزامية التعليم بإلزام الآباء والأمهات بإرسال الأبناء الى المدارس، ليصبح التعليم - وبمرور الوقت- حقا مجانيا والزاميا لكل مواطن، وأولوية وطنيّة استطاعت بها دولة الإمارات تخفيض نسبة الأميّة الى أقل من واحد في المائة.
كان التعليم فيما مضى يجعل من الطالب مجرد متلق للمعلومات المطروحة من قِبل المعلم، ليصبح وبمرور الوقت الطالب هو "المعلم الصغير" بفضل الجهود التي بُذلت من اجل التطوير، حيث سعت كل إمارة في دولة الإمارات العربية المتحدة لتطبيق منهجية موحّدة تهدف الى نظام تعليمي عصري يواكب (رؤيه الإمارات ٢٠٢١) يصبح فيها الطالب هو المبتكر والمبدع، هو العقل وهو المفكر.
فقد قامت وزارة التربية والتعليم بوضع خطّة استراتيجية للتعليم منذ بدايتة وحتي نهاية التعليم الثانوي العام، تهدف الى التطوير المستمر لنظام التعليم لتصبح بذلك دولة الإمارات العربية المتحدة من افضل دول العالم من حيث طرق التدريس وبرامج التعليم الذكيّة ومعايير اختيار المعلم والتقييم المستمر للطالب والمعلم. حيث تم في العام ٢٠٠٩ وضع دليل الرقابة المدرسية من قبل هيئة المعرفة والتنمية البشرية "KHDA” ليطبق على جميع المدارس الحكومية والخاصة لقياس جودة التعليم والتحصيل الدراسي، وأيضا تطور السمات الشخصية للطالب والمعلم؛ ليس ذلك فحسب بل تقريرا سنويا عن المدارس يتيح لأولياء الأمور اختيار ماهو مناسب لأبنائهم من مدارس ومعلمين، وتم الغاء نظام التشعيب في الصفين الحادي والثاني عشر، ليتوافق مع رؤية دولة الإمارات ومع مانصت عليه الأجندة الوطنية من ضرورة إيجاد نظام تعليمي رفيع المستوى، يحقق التكافوء بين جميع الطلاب لاكتساب المهارات المعرفية، والانتقال بسلاسه من المرحلة الثانوية الى الجامعية عن طريق اجتياز اختبارات محددة مثل (emsat) و(pisa)و(timss).
بقي أن نشير بالذكر لبرنامج سمو الشيخ محمد بن راشد للتعليم الذكي الذي بدأ خطوات تنفيذه عام ٢٠١٦ ، والذي يهدف الي رفع جودة التعليم ومكانة المعلم، وجعل مهنة التدريس داخل الدولة تحتكم الي شروط وظوابط.
لقد استطاعت قيادتنا الرشيدة أن تحقق نجاحا باهرا في التعليم، بخلق بيئة تعليمية وثقافية جديدة، وتطوير قدرات ابناء الإمارات وتنمية مواهبهم، وتوفير تعليم متميز للجميع ليكونوا في المستقبل قادة وروادا.
وها قد جاء اليوم وتحققت الرؤية ليتم الإعلان عن اول رائدي فضاء عرب من دولة الإمارات العربية المتحدة.
رحمة الله عليك ياشيخ زايد في استشراقك لمستقبل التعليم حين قال: •(تعليم الناس وتثقيفهم في حد ذاته ثروة كبيرة نعتز بها فالعلم ثروة ونحن نبني المستقبل علي أساس علمي)•
