الإثنين 25 نوفمبر 2024 الموافق 23 جمادى الأولى 1446
ads
ads
الشيخ حسين القرشي
الشيخ حسين القرشي

الشيخ حسين القرشي. يكتب : يا مصر حبك كالحجازِ مدأه

الخميس 06/سبتمبر/2018 - 08:21 م
طباعة
‏يا مصر حبك كالحجازِ مدأه
‏فلأنت يادوح العلا صنواه
‏إني حجازي ومصري الهوى
‏أنا لا أفرق بين من أهواه

‏المثقف المحظوظ هو من يمر بمصر ويشرب من النيل ولا حرج أن مزمز بمنجا فرغلى.

‏المثقف المحظوظ من يشرب فنجان قهوته بمقهى نجيب محفوظ بالحسين ولا حرج أن يتلذذ بأم علي.

‏المثقف المحظوظ من يتسكع بشوارع الأزبكية والعتبة ولا حرج أن يتهادى متأنقًا في شارع جاردن سيتي.

‏المثقف المحظوظ من يُفتح له باب جامعة الملك فؤاد (جامعة القاهرة) فينحني يمينًا لكلية الأداب (كلية العمالقة) ثم يمر مرورًا فقط بكلية أبناء الباشوات العلوم السياسيّة، ثم كلية العامة والخاصة (التجارة) ثم حصن العربية (دار العلوم) ثم كلية الأثار.

‏المثقف المحظوظ من يجود وقته ويمرح بعض وقته بحديقة الأرومان بجوار الجامعة وخاصة في أشهر الربيع ابتداءً من شهر مارس، ثم يسلك شارع الجيزة إلى ميدان الدقي، ثم يتجه يمينًا إلى سينما التحرير لا حرج من فيلم عاطفي، ثم يتجه لشيراتون القاهرة مشيًا وشيراتون الجزيرة، ثم يمر بكازينو النيل ولا حرج من تناول عصير كوكتيل كازينو النيل الذي لم يتغير لونه وطعمه، ثم يسلك الطريق مشيًا على كوبري قصر النيل، ثم يتجه يمينًا إلى سميراميس وفندق شبرد ولا حرج أن عرجتَ على فندق المريديان ، ثم العودة على فندق هيلتون النيل مرورًا باللوبي حيث  ملتقى الرواد على رأس العملاق توفيق الحكيم، ثم مرورًا بهليتون رمسيس ولا حرج أن عرجت على المركز التجاري، ثم تسلك ٦ أكتوبر للجزيرة حيث النادي الأهلي يضرب أطنابه، ثم أتجه يمينًا لفندق الماريوت قصر باشا مصر الكبير الخديوي ، ثم عرِّج على الزمالك حيث البرجوازيين وأسلك كل زقاق ستجد أثرًا من حاضر مصر حتى عمارة أم كلثوم وسوف ترمق خلف النيل إمبابة حيث الفرق كبير وواضح، ولكنها فلسفة أخرى من فلسفة فهم أم الدنيا.
‏ثم أتجه للمهندسين حيث الحي الراقي، ونادي الزمالك، وشارع عرابي، وشارع جامعة الدول حيث ملتقى العرب، لم يبق إلا أثر ومبي، ولا حرج من سندوتش فلافل وفول العمدة، وكوفي أطلس، وفندق نبيلة، وركعتين في مسجد المفكر مصطفى محمود، وعرِّج يمنة على شارع شهاب ملتقى الاحباب، وميدان لبنان إلى شارع السودان، وإن عرَّجت يسرى إلى ميدان نادي الصيد، ولا يفوتك مطعم بنت السلطان ستجد عملاق الكوميديا عادل إمام يجلس في ركنه المعتاد، وإن دلفت لنادي الصيد ستجد الارستقراطيين وهم ببنادقهم يتسلون بالرماية يعيدون أحلامهم لأيام الإقطاع والطبقية.
‏ولكن تبقى مصر مصر الجميع..

‏في مصر الجديدة حين زرت العلامة محمود شاكر رحمه الله في شقته تملكني الرعب ، وكيف لطالب سعودي يافع وافد أن يشارف القمم وهو قزم يشق طريقه بعيداً عن أترابه الذين طالما دفعوا له قيمة المقعد في حفلة محمد عبدة في سميراميس ولم يحضر ولم يقبل دعوة من علية القوم ولا متوسطي الدخل لحفلة في شارع الهرم هو لا يتعدي شارع فيصل من ناحية الهرم حيث كان يزور أستاذه في علم اللغة كلما سنحت له الفرصة رحمه الله العلامة الدكتور عبدالصبور شاهين ،
‏وما أجمل حين يستقيظ الفجر على صوت مؤذن مسجد أنس أبن مالك بالمهندسين بشقته ٤ شارع الرياض متفرع من شارع سوريا ويصلي خلف من يؤمنا عادة في صلاة الفجر الصحفي العملاق إبراهيم راشد محرر الاهرام الاقتصادية
‏ولنادي الطلاب السعوديين بشارع عبدالمنعم رياض قصص وحكايات جميلة وطويلة أبطالها عابرون وعابرات وموظفو السفارة والقنصلية والملحقات
‏ولنا قصص مع الملحقية الثقافية والقنصلية في جاردن ستي وتشفعنا للحج والعمرة وكان هناك من يقبل شفاعتنا من النبلاء .....
‏للحديث بقية

‏حين علوت قمة المقطم مساء عصرية أنسة وبرغم مظاهر تلوث الفضاء حول القاهرة القديمة إلا إن رؤعة المكان وسر العبقرية يجعلك تتلأشى كل منظرٍ قبيح لتبقى فقط الصورة التي تود لمصر أن تكون عليها ،
‏قلعة صلاح الدين شامخة ، السيدة زينب ، جامع عمرو بن العاص ، الأزهر الشامخ ، الحسين ، القاهرة الفاطمية ، القاهرة المملوكية ، النيل وهبته مصر
‏للمقطم وجهان الوجه العبوس التُّرب ( المقابر ) المخيفة ويظهر لك ساكنيها الأحياء والموتى ،
‏ووجه المقطم العلوي مظاهر الثراء والإقطاع والارستقراطية
‏ولهذا لم أزره إلا مرة وأخرى .....
‏وللحديث بقية

‏فاصلة ،،،،،،،،،

‏٦ أكتوبر شريان القاهرة الكبري لا يمكن إلا أن تسلكه وبعد حين ستحاول أن تسلك طريق صلاح سالم لتفر من زحمة القاهرة وهي فلسفة بحد ذاتها مع الوقت تتفهمها وتتعايش معها ،
‏٦ اكتوبر معنى للحياة وليس فقط للحدث الذي أصبح ماضٍ ، عرج منه على غمرة وستلفت انتباهك الكنائس القبطية وتلمس عبقرية مصر وسرها في الحياة والتعايش وهبة النيل كما يقول الفيلسوف هيردوت ، ثم عرج على عين شمس وبعد النفق ستقف على الصرح العلمي الكبير المنافس لجامعة القاهرة وميدان العلم والتميز خاصة في الكليات العلمية ، تتميز جامعة القاهرة في كلياتها النظرية ، وعليك فهم أيضاً هذه الفلسفة ،
‏في نفس العام الذي قدمت فيها للقاهرة والإنتساب لجامعة القاهرة ولكلية دار العلوم في سبتمبر من عام ١٩٩١ قرأت في الصحف ذات صباح يوم كئيب موت العالم الجغرافي الكبير الاستاذ الدكتور جمال حمدان صاحب موسوعة عبقرية مصر وحيداً في شقته بعد أن قضي أخر حياته منعزلاً منكباً على تأليف عبقرياته ،
‏تأثرت بالغ الأثر ويومها قامت مصر ولم تقعد ومرت الأيام وعادت الايام كما كانت
‏تأثرت جداً بما كتبه هذا العبقري من سمات العبقرية وتأثيرها المكاني
‏ومن يومها وقعت يدي على سر عبقرية كل مكان  وأثره على الإنسان  ،
‏وللحديث بقية ....

‏،،،،، وهنا فاصلة

‏من طقوسي في الاسكندرية أن يكون اول فنجان قهوة في فندق سيسل ثم عرج على محطة الرمل حتى زنقة الستات ثم أنحني للبحر للقلعة ثم سر متمشياً الى مكتبة الاسكندرية ، أسكندرية شاطي طويل ممتد ومساحة للمشي كبيرة لا تمل فيها ويمكن أن تتوقف متى أحسست بالتعب او الملل في المطاعم والكوفيهات على امتداد شاطيها من المنتزة حتى القلعة ،
‏توقف عند ستانلي هناك في سلطنة ستانلي تناول السحلب في الشتاء والمانجا في الصيف والشاي في الربيع والخريف لا شراب له أن شئت
‏سوف تتوقف عند أسم الخواجات والمقصود بهم اليونان ستانلي ، وسان جيفاني وستجد كذا أسم ، أن كنت من من نبلاء جدة سوف تتوقف عند أسم الخواجه يني الذي أستقر بالاسكندرية بعد أن هاجر من جدة وهذا فلسفة من عمق وجدان الأسكندرية كما أن مدينة جدة لها فلسفتها أيضاً الخاصة ولعل أكتب عنها يوما،
‏رحم الله صديقي الاستاذ محمد دياب الذي كان بعضاً من عمق جدة وأزهى تفاصيلها وأسرارها وفلسفتها ،وأطال الله عمر صديقي الدكتور عدنان اليافي الجداوي العريق الذي يقدم جدة بتاريخها الحضاري والأجتماعي برقي ، 
‏نعود للاسكندرية والتي شاءت كلية فكتوريا فيها أن تستحوذ على عقل شاب مكي نبيل مهندس ليعود لجدة أمينا لها ويجعل منها بعض من أسكندرية المقدوني ولكنها عصت بطاعة لتبقى لها فلسفتها وتاريخها ووجدانها الخاص .....
‏وللحديث بقية

‏بعض ما كتبته 
‏أن أسعفني العمر نقحته وصححته وأكملته ....
‏هنا تباريح العمر والفكر وبناء الذات ....
‏أنها ليست ذكريات بل هي المحيط الذي أبحرت فيه ومازلت ،
‏لا أخشى الغرق بقدر خشيتي أن يستمر الإبحار .....!


ما مدى انتشار واتساع الصحافة الالكترونية بالوطن العربي ؟
ما مدى انتشار واتساع الصحافة الالكترونية بالوطن العربي ؟