فتحي عفانة يكتب .. زيارتي لليابان وفلسفة الكايزن

النجاح هو إرادة وإدارة ناجحة .. وبرنامج كايزن التدريبى للإدارة الرشيقة هو فلسفة إدارة النجاح .

القادة عادة يضعون نصب اعينهم اهدافا ولكن هل ينجحون في تحقيقها  ؟ او تحقيق جزء منها او كلها.؟

تجارب الشعوب وتطور اليات العمل والانتقال من مرحلة الى اخرى و من الصناعة الى المواصلات الى التطور الكوني في الاتصالات والتكنولوجيا. تطور يحتاج دائما نهجاً في وضع ادارة العمل ونجاحه. طرق الادارة كثيرة ومتعددة ومتنوعة وفي مستويات مختلفة، منها ما يناسب فريق العمل ومنها غير المناسب، وعندما  يعرف القائد كيفية خلق وقيادة فريق عمل مبدع سيحظى بالنجاح ومعه مؤسسته. ولعل احد ابرز اسباب تنوع القيادات الادارية او التكنوقراط هو التنافس بين الشركات واتجاهات العمل واهدافها وكل ذلك يساهم  فى خلق بيئة عمل مناسبة وصولا إلى الربحية .

وبصفتى رئيس شركة ومديرها التنفيذى منذ نحو 30 عاماً، مررت بتجارب ادارية متعددة منحتني فرص الفوز بشهادات الجودة المتنوعة من نظام إدارى متكامل وقد واكبت ذلك بمتابعة  بل ملاحقة كل جديد يطرأ على علم الإدارة الحديثة واخرها برنامج  ( كايزن ) الياباني كطريقة مبتكرة وفلسفة في ادارة المؤسسات

الصناعية والمالية والتجارية وفي سائر مناحى الحياة.

 تعتمد فلسفة الكايزن على التحليل الدقيق وترشيد  العمل الاداري وتناسقه في لعبة كيميائية متجانسة والهدف هو تقليل الهدر فى الموارد والوقت وجهود العمل وزيادة الانتاج ، وهو مفهوم مرادف للجودة بمعناها الواسع والشامل فى كل مناحى الحياة. وتطبق استراتيجية الكايزن قاعدة الخطوة بخطوة ومن الصغيرة الى الكبيرة ، وليس عبر التغييرات الشاملة المكلفة. زرت اليابان للوقوف على واقع تطبيق الكايزن ومتابعته واكتساب معرفة جديدة فى ادارة المؤسسات والمصانع ، وكانت اللقاءات والحوارات مع رجال الاعمال هو المجال الاهم للإطلاع على تجاربهم وفهمها والتركيز على اليات تطبيقها وصولا الى تمكني من تقدير احتمالات النجاح والفشل. حكايات نجاح مذهلة استمعت اليها وهي اقرب الى الخيال وحاصرني بعدها هاجس تطبيق ما تعلمته فى اليابان وخصوصا ما اكتسبته من معرفة في  برنامج كايزن التدريبى للإدارة الرشيقة وجولة كايزن المعيارية.

وبوادر النجاح الاولية كانت في اعتماد فن الاستماع واقتصار الكلام على الإستفسار والإستيضاح طالما كان الهدف هو معرفة جديدة في فن الإدارة الناجحة عبر برنامج كايزن والاستفادة القصوى من تطبيقة فى شركة فاست .

يتحدد مفهوم كايزن لدى اليابانيين بأفكار مبسطة جداً تقوم على التحسين المستمر بإحداث تغيير بطيء في العمل يرتكز على الاستمرارية ،وقواعد بسيطة تبدأ من مراقبة ومتابعة عمل يومي وملاحظة هفواته او نقاط أخطائه وبشكل يومي للوصول الى الهدف الاول وهو قرار الاصلاح وتحسين الية العمل من خلال التخلص من الهدر، ويمكن تطبيق هذا المبدأ في تطوير الذات بنجاح كبير، وذلك عبر القيام بتطوير بسيط او صغير في أحد جوانب الحياة واعتماده قاعدة لفترة محددة من الزمن كي يصبح سلوكاً ومن ثم يتبعه تعديل اخر او تطوير او تحديث ولفترة محددة ايضا من دون التورط بتغييرات جذرية او انقلابية تضعك امام مخاطر المغامرة .

  الكايزن ليست فلسفة إدارة عمل ناجح بل هي فلسفة حياة يعيشها اليابانيون في مجتمعهم وهي سلوك حياة ليصبح الإبداع والإنتظام  جزءً أساسياً في التربية والتعليم والتطبيق لديهم. فالهدف من الفسلفة تركيز الفرد في مرحلة التحسين والتطوير الدائم سواءً أكان هذا التحسين في نفسه، عبادته، عمله، سلوكه، أخلاقه، نمط ثقافته، فهمه للحياة،وللعلاقات الانسانية . ابتكر فلسفة الـ كايزن الياباني تاييشي أهونو، وكان الهدف منها تطوير قيادة المؤسسات الصناعية والاقتصادية حيث كان الفضاء الأساسي لتطبيق تلك الفلسفة هي مواقع العمل والشركات،وتحولت بعد ذلك الى ثقافة مجتمع طالت تأثيراتها الكثير من المجتمعات العالمية منذ العام 1985 .