التشكلية اللبنانية ماجدة نصر الدين: دبي منحتني وطنا في زمن عزّت فيه الأوطان
الثلاثاء 29/ديسمبر/2020 - 09:12 ص
دبي اليوم| إيمان منتصر
يستوحي الفنّان التشكيليّ أعماله الفنية من مُحيطه وواقعه باستخدام رؤيته ومنهجه الخاص، وعلى مرّ السّنين ظهر العديد من الفنّانين الذين أعطوا نتاجاً تشكيليّاً عظيماً، اعتمدوا طرقاً مختلفةً في صياغة أعمالهم الفنيّة ومعالجتها، ممّا أدّى إلى ظهور مدارس فنيّة تُحدّد مواضع اختلاف الفنّانين في أعمالهم.
وفي هذا السياق كان حواري مع الفنانة التشكلية اللبنانية المقيمة بالإمارات ماجدة نصر الدين، والتي تحدثت عن تجربتها الفنية المميزة، وكيف تعاملت بأعمالها الفنية مع أزمة كورونا، والسر وراء تغيير أسلوبها الفني، وعبرت كذلك عن مدى سعادتها بمنحها الإقامة الذهبية بدولة الإمارات.
- من هي ماجدة الانسانة؟
- أنا إنسانة بسيطة بحياتي، الحب والشغف والتواصل الروحي هم مبادئي في الحياة، وأعتقد أنها سبب حمايه الإنسان من ذاته.
- منذ متى وأنت تقيمين بدولة الإمارات العربية المتحدة؟
- منذ 27 عاما حيث جئت إلى الشارقة بفستان الزفاف الأبيض، فلقد كان زوجي يعمل بالإمارات، وقد عملنا معا يدا بيد. واستطعنا صنع حياة جميلة يملؤها الحب والحنان، وكانت ثمرتها ثلاث أميرات هن: نورهان وجني وحلا.
- كيف استطعت تحقيق التوازن بين البيت والأسرة والفن التشكيلي؟
- لم يكن الأمر سهلا في بدايته، لكن لأن لدي عائلة رائعة تسعدني بالحياة وزوجي كان صديقا لي يتفهمني في معظم الأمور لذلك نشأت بيننا علاقه قويه بسبب الوضوح والصراحة وهذا في حد ذاته دعم قوي لي بالفن.
أتذكر أنه يوم عيد الحب كنت أجلس بالمنزل وكنت أشعر بالملل، وإذا به قد فاجأني بإحضار قماش وفرش وألوان وقال لي: ارسمي..والشاهد في ذلك أنه كان دائما داعما قويا في حياتي.
كما أرى أيضا أنه بتنظيم الوقت فإن كل شئ يمكن تحقيقه. وأنا منظمة جدا في حياتي.
- كيف استقبلت خبر منحك الإقامة الذهبية بدولة الإمارات؟
- فوجئت برسالة عبر الإيميل أنه تم منحي الإقامة الذهبية، وحقيقة كانت سعادتي بالغة. لقد منحتني دبي وطنا في زمن عزت فيه الأوطان.
- ماذا تعني لك الشارقة؟
- لا أنكر فضل الشارقة علي، وأشكر كل من فيها فقد كانت بداية مسيرتي الفنية فيها، وقد قمت بالكثير من المعارض والمشاركات وكانت بداية انطلاقتي منها فقد ساهمت بمعرض الشارقة للفنون وهذه كانت الانطلاقة الحقيقية.
- ما الصعوبات التي وجهتك خلال رحلة عملك الفنية؟
- القوانين كثيره جدا وتضايقني أحيانا. ولابد من التعامل مع الفنان من خلال أعماله وليس من خلال الهواية، وأيضا الدعم المادي للفنان يساعده علي تحقيق أحلامه.
أنا أعمل من أجل إفادة الناس. وخصوصاً الأطفال فأنا أحب الأطفال كثيرا وأشعر بطفولتي معهم.
- ما أهم المعارض التي شاركت فيها؟
- معرض "مرايا مهشّمة" بجمعية الإمارات للفنون التشكيلية (1995). و“مدن بلا أرواح” بمتحف الشارقة للفنون، وعلى هامش المعرض السنوي لجمعية الإمارات للفنون التشكيلية (2003). و“حوار بين الماضي والحاضر” – غاليريا كونر كافيه - الشارقة (2004). ومعرض “يوم احتضنني الوطن” في لبنان، وفي بيروت مسرح المدينة قاعة نهى الراضي (2012). ومعرض عن طائر البوم في مقهى عش البومة بدبي.
- ماذا تقصدين برسومات الأبواب؟
- الباب رمز معنوي عميق يعني بالنسبة لي الحنين إلى الطفولة. وكانت جدتي حميدة أطيب الناس كنا نلعب أنا والاطفال حين لم يكن لدينا أي مال
وكنا عندما ننتهى من اللعب نذهب إليها فتفتح لنا الباب وتعطينا خبزا بالسكر وكان بابها دائما مفتوحا للجميع لذلك اهتممت برسم الأبواب.
- لماذا قمت بإهداء لوحاتك للصليب الأحمر؟
- عندما جاءت أزمة بيروت شعرت أنه يجب أن يكون لي دور بتلك الأزمة. سألتني فتاة متابعة لي قائلة: أستاذه ماجدة هل يمكن أن تباع لوحاتك وتتبرعي بالعائد للصليب الأحمر؟
وبالفعل ساعدتني ابنتي وأنزلنا الخبر بالإنستجرام أن من يتبرع ب50 دولار للصليب الأحمر لإنقاذ لبنان سيحصل علي لوحة، وسترسل إليه على منزله، وبالفعل تم التواصل وإرسال اللوحات لمن قاموا بتحويل المبلغ، وكنت أرى أنني أعمل ذلك لصالح الوطن الغالي الذي أعشقه.
- كيف تم تغيير اتجاه عملك الفني؟
- كنت بأحد المعارض وقال لي أحدهم: ماجدة أنت مقبلة علي حقل ألغام، لأنه ليس من السهل دخولي عالم التجريد. ومنذ ذلك المعرض بدأت أتدرج بالفن حتي صرت متنوعه بأعمالي.
- كيف كان أول معرض لك في لبنان؟
- كان ذلك في عام 2012 حيث كان معرض بيروت الدولي قائما، وكنت ذاهبة وأنا مثقلة بهموم الوطن فكتبت رسالة ولتها أقول فيها: "وضعت قلبي في صندوق إلى الوطن، أرجو ألا يمنعه العسكر من الوصول"، وعندما حضرت معرض بيروت لم أكن أتوقع أن تباع لي لوحات هناك بسبب الظروف الاقتصادية لكنني فوجئت بالكثير من الوعي لدي الشعب اللبناني المثقف، فقد بيعت الكثير من لوحاتي حتي غطت تكاليف المعرض والسفر.
- أنت عضو بنادي الأعمال بالإمارات فما أهم نشاطاتك مع النادي؟
- حقيقة إعجابي بالدكتورة الشيخة هند القاسمي التي أعتبرها أختا عزيزة علي قلبي كان سببا في انضمامي للنادي حيث شاركت معهم بملتقي رمضان، وشاركت بدعم الأطفال الأيتام، وقد شاركت بورش عزووم والرسم بالقهوة.
- هل تأثرت كفنانة تشكيلية بأزمة كورونا؟
عندما بدأت الأزمة كنت أشارك بفاعلة تفاعلية مع الجمهور، وفجأة بدأ الخوف يسيطر علي الجميع. وبدأنا بإستخدام الماسكات.
في تلك الفتره خطر لي أن أرسم علي المسكات بعد تعلمها لتوثيق تلك المرحلة فقمت بعمل الكثير من الرسومات علي الماسكات حتي أصبح لدي عدد كبير منها.
- حدثينا عن تجربة "أبيض وأسود"؟
- أنا شغوفة بالشعر منذ الصغر، كنت أدون الكثير في الدفاتر عن كل شي خاص بالطفولة والحنين، ومن هنا جاءت فكرة معرض "أبيض وأسود" لتوثيق ذكريات الحنين والطفولة.
- أستاذة ماجدة .. استمتعنا بهذا الحوار الهادف .. وسعداء بتواجدك معنا .. جزيل الشكر.. ونرجو الله تعالى لك بالتوفيق والتقدم والرقي الدائم.
- أنا الأسعد دائما بكم .. شكرا لكم ولمنبركم الراقي "دبي اليوم".. مودتي وتقديري.