تنفيذ «استراتيجية الإمارات 2050» محطات «براكة» تضمن محفظة طاقة متنوعة آمنة ومستدامة
الثلاثاء 04/أغسطس/2020 - 03:56 ص
دبي اليوم | دبي | البيان الاماراتية
طباعة
تلعب محطات براكة للطاقة النووية السلمية دوراً محورياً في تنفيذ استراتيجية الإمارات للطاقة 2050، والتي تهدف إلى توفير 50% من الطاقة الكهربائية من مصادر الطاقة المتجددة منخفضة الكربون، لضمان محفظة طاقة متنوعة آمنة ومستدامة، وتخفيف الاعتماد على المصادر التقليدية للطاقة.
وأشارت مؤسسة الإمارات للطاقة النووية في تقارير نشرتها، عبر موقعها الإلكتروني، إلى أن دولة الإمارات اتجهت إلى إنشاء البرنامج النووي السلمي الإماراتي، بعد أن أجرت في عام 2007 دراسة موسعة حول الطلب المتزايد على الطاقة في الدولة، ووسائل إنتاج الكهرباء.
حيث وجدت تكنولوجيا الطاقة النووية خياراً مثالياً لها، كونها تشكل مصدراً آمناً، وصديقاً للبيئة، ومثبتاً لفعالية الطاقة الكهربائية، فضلاً عن جدواها التجارية، وهي توفر كمية كبيرة من كهرباء الحمل الأساسي ودون انبعاثات كربونية تقريباً.
تطوير
وأوضحت المؤسسة أنها تعمل حالياً على تطوير مشروع محطات براكة للطاقة النووية السلمية، الذي يضم أربع محطات متطابقة بمنطقة الظفرة في أبوظبي، علماً بأن المحطات الأربع عند تشغيلها ستزوّد الإمارات بـ 25% من احتياجاتها للكهرباء، وستعمل على الحد من انبعاثات نحو 12 مليون طن من غاز ثاني أكسيد الكربون سنوياً، أي ما يعادل إزالة 3.2 ملايين سيارة من طرقات الدولة كل عام.
وحول منهجية مؤسسة الإمارات للطاقة النووية للاستدامة، أكدت التزامها بتنمية وتطوير برنامج خاص بالاستدامة، يسهم في تلبية احتياجات المجتمع والبيئة، ويركز برنامج الاستدامة للمؤسسة على ثلاثة محاور رئيسية تشمل: إنتاج الطاقة الصديقة للبيئة، التنمية الاقتصادية، وتطوير الكفاءات البشرية.
كما أعربت عن التزامها بالعمل على نحو مستدام، حيث حددت أطر التزامها بالعمل وفق ممارسات تشغيلية صديقة للبيئة، ضمن ميثاق البيئة والاستدامة لموقع مشروع محطات براكة، ويمثل هذا الميثاق اتفاقية وقعت عليها مؤسسة الإمارات للطاقة النووية مع شريكها في «الائتلاف المشترك» والمقاول الرئيسي للمشروع، الشركة الكورية للطاقة الكهربائية (كيبكو).
استدامة
وأوضحت المؤسسة أن الأهمية البالغة للاستدامة تتمحور حول الاستخدام الأمثل للموارد الطبيعية، لتلبية احتياجات البشر، مشيرة إلى قيام الأمم المتحدة بوضع 17 هدفاً للتنمية المستدامة حتى عام 2030، تتضمن القضاء على الفقر والجوع، وتطوير الخدمات الصحية والرفاه، والتعليم الجيد، والمساواة بين الجنسين، والمياه النظيفة والنظافة الصحية، وتوفير طاقة صديقة للبيئة وبأسعار معقولة.
وبينت أن الأهداف تشمل أيضاً نزاهة العمل ونمو الاقتصاد والصناعة والابتكار والبنى التحتية، والحد من أوجه عدم المساواة، وتحقيق هدف تطوير مدن ومجتمعات محلية مستدامة، وسبل استهلاك وإنتاج مسؤولة، والأنشطة المناخية والحياة المائية والبرية والسلام والعدالة والمؤسسات القوية وعقد الشراكات لتحقيق الأهداف.
وأكدت أن التخطيط للطاقة يضمن الحصول على طاقة آمنة وموثوقة وصديقة للبيئة وبتكلفة معقولة، وهو أمر بالغ الأهمية للتنمية الاقتصادية المستدامة وصحة الإنسان، فالطاقة الصديقة للبيئة تخفف من انبعاث الغازات الكربونية، لتفادي المعدلات الخطرة للتغيرات المناخية.
وذكرت أن الطاقة النووية إلى جانب العمل والتكنولوجيا يمكن أن تسهم في تحقيق العديد من أهداف التنمية المستدامة في حال استخدامها في مجال متنوعة مثل إنتاج الطاقة وصحة البشر وإنتاج الغذاء وإدارة المياه وحماية البيئة.
وحول أهمية الطاقة النووية وتأثيرها على انخفاض الكربون ومواجهة ظاهرة التغيير المناخي، أوضحت المؤسسة أن العلوم والتكنولوجيا النووية مساهم رئيسي في التخفيف من التغيرات المناخية، عبر تطوير وسائل قليلة الانبعاث الكربونية لزراعة الغذاء وتحسين إنتاجه في الظروف المناخية القاسية مع الحفاظ على الموارد الطبيعية، كما يمكن أيضاً استخدام التقنيات النووية، لتخفيف التغيرات المناخية عبر مراقبة أسبابها وتأثيراتها على البيئة.
Volume 0%
التغير المناخي
وأشارت المؤسسة إلى تأثر كوكب الأرض بظاهرة التغير المناخي، بسبب زيادة الاستهلاك على الطاقة غير النظيفة، حيث شهد كوكب الأرض ارتفاعاً في درجات الحرارة في مختلف أرجائه، وقد سجلت حرارة الأرض ارتفاعاً عالمياً منذ عام 1906 بلغ أكثر من 1.6 درجة فهرنهايت (0.9 درجة مئوية) مع ارتفاعات أكبر في المناطق القطبية الأكثر حساسية.
مشيرة إلى أن الحرارة تعمل على إذابة الأنهار الجليدية الضخمة وجليد البحار، كما تغير من مواسم هطول الأمطار والثلوج وترغم الحيوانات على تغيير مناطق عيشها بسبب فقدان موائلها الطبيعية.
وبينت أن مواجهة ظاهرة التغير المناخي هي من الأهداف الـ 17 للتنمية المستدامة، وهو أحد أكبر التحديات البيئية حول العالم، مشيرة إلى أن التغير المناخي يتسبب في شح الموارد المائية، ونقص الغذاء وفقدان التنوع الحيوي، كما قد يتسبب بكوارث طبيعية في مختلف أرجاء العالم.
مشاريع
ولفتت المؤسسة إلى أن الطاقة النووية تمتاز بأنها مصدر لإنتاج الكهرباء يتصف بأنه آمن وسلمي ومثبت الكفاءة وصديق للبيئة، حيث إنها تعد التكنولوجيا الوحيدة، التي أثبتت قدرتها على إنتاج كهرباء الحمل الأساسي ومن دون انبعاثات كربونية تقريباً، إلى جانب الطاقة الكهرومائية (والتي تقتصر على الدول التي تمتلك أنهاراً كبيرة وثابتة الجريان).
وبينت أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية تعمل على مساعدة الراغبين من الدول الأعضاء في الاستفادة من تكنولوجيا الطاقة النووية، كما توفر المعلومات اللازمة لمجموعة كبيرة من الجهات المهتمة بمجال الطاقة والشؤون البيئية وصناع القرار في عالم الاقتصاد لدعم أهداف مواجهة التغيرات المناخية العالمية.
وأوضحت أن اتفاقية باريس، التي وقعت عليها 175 دولة عام 2016 ضمن اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن التغير المناخي، تدعو إلى الحد من زيادة المعدلات العالمية لدرجات الحرارة، لتصل إلى أقل من درجتين مئويتين فوق المعدلات السابقة للحقبة الصناعية، وتشير الاتفاقية إلى الأهمية المتزايدة للاستفادة من الطاقة النووية على المدى الطويل.
حيث تلجأ العديد من الدول إلى إطلاق مشاريع للطاقة النووية خلال العقود المقبلة أو توسيع برامج الطاق النووية القائمة حالياً، نظراً لما تتميز به على صعيد تخفيف التغيرات المناخية وتحقيق أمن الطاقة وفوائدها البيئية والاقتصادي والاجتماعية غير المناخية.
30 %
أكدت مؤسسة الإمارات للطاقة النووية أن الطاقة النووية تقدم حلاً للمشكلات الثلاث المتمثلة بالطاقة والاقتصاد والبيئة، فهي توفر الطاقة وتدعم التنمية الاقتصادية من دون التأثير سلباً على البيئة، حيث تعد الطاقة النووية ثاني أكبر مصادر إنتاج الطاقة الكهربائية منخفضة الكربون.
حيث أسهمت في عام 2016 بـ 30% من إجمالي إنتاج الكهرباء، وتساعد الطاقة النووية في الحد من انبعاث 2 غيغا طن من الغازات الكربونية سنوياً، وهذا ما يعادل إزالة 400 مليون سيارة من الطرق كل عام. وحول إنتاج الكهرباء والحد من الانبعاثات الكربونية، بينت المؤسسة أن قطاع الطاقة بفضل التطورات التكنولوجية مثل الاستخدام السلمي للطاقة النووية استطاع تخفيف انبعاثات الغازات الكربونية، ليسهم في مواجهة تحديات التغير المناخي.