منى المري: نحتاج استراتيجية مستقبلية للإعلام واضحة وفاعلة
الثلاثاء 04/أغسطس/2020 - 02:48 ص
دبي اليوم | دبي
طباعة
أكدت منى غانم المرّي، المدير العام للمكتب الإعلامي لحكومة دبي، أن الافتقار إلى استراتيجية إعلامية واضحة للمرحلة المستقبلية هو أبرز التحديات التي يواجهها قطاع الإعلام في دولة الإمارات العربية المتحدة.
وقالت منى المري، خلال حديثها في محاضرة بعنوان «الإعلام 2030» «لا توجد لدينا استراتيجية إعلامية واضحة للإعلام في المستقبل بدولة الإمارات. وهذا أكبر تحدٍّ لنا». وتابعت: «أقول هذا من منطلق وجودي بهذا القطاع، الذي يعد إعلاماً محلياً 100%، ولا يزال يخاطب نفسه»، مشيرة إلى أن اختيارها عنوان محاضرتها جاء من منطلق تحدي الذات، ووضع نفسها في مواجهة التحديات.
وقالت منى المري: «تحكمنا التكنولوجيا، التي غيرت الكثير من الخطوط في مجال عملنا، ولكن مستقبل الإعلام مرتبط بقطاعات كثيرة». ولفتت إلى أن الإعلام مرتبط بغيره من القطاعات: «مرتبط بالاقتصاد، والسياسة، والمجتمع. وهو ليس بالقطاع الذي تتحدد كينونته وملامحه بذاته، على نحو مستقل عن غيره». وتابعت: «إذا نظرنا للقطاع الاقتصادي، سنجد أن حجم اقتصاد المنطقة العربية بلغ 2.5 تريليون دولار، ومن المتوقع أن يصل خلال العشر سنوات القادمة إلى 3 تريليونات دولار في حال تم استثمار التكنولوجيا في هذا القطاع». وأشارت إلى أن هذا يعني بالمقابل أنه من المتوقع أن يكون هناك، خلال عقد من الزمن، 60 مليون طلب للحصول على وظيفة، وأنه ينبغي توفير هذه الوظائف لجيل من الشباب العرب، حتى لا يكونوا فريسة لقوى التطرف والإرهاب.
خطة واضحة
وتساءلت المدير العام للمكتب الإعلامي لحكومة دبي، وبالنظر إلى هذا الواقع، وإلى التحولات السياسية بالمنطقة العربية «إن كان لدينا تكنولوجيا هل سيكون لدينا عقول عربية نستثمر فيها؟ وهل توجد لدينا خطة واضحة وكوادر واستثمار؟». وأوضحت أنه «حين تم الإعلان عن مئوية الإمارات، وضعت الدولة استراتيجيات مختلفة، مثل استراتيجية شرطة أبوظبي لعام 2057 وهناك 50 مشروعاً للأمن من خلال استخدام التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، وكذلك الأمر بالنسبة للأمن المائي بوزارة التغير المناخي والبيئة، إذ تم وضع استراتيجية لكيفية الحفاظ على أمن الماء». واستطردت متسائلة: «هل لدينا استراتيجية إعلامية؟ نحن نواجه العديد من التحديات في منطقتنا العربية، وإذا لم يكن لدينا إعلام قوي يساعدنا كحكومة، ويساند رؤيتنا، فإننا لن نصل إلى أي مكان».
وقالت منى المري: «لدى قيادتنا طموح عالٍ وصورة واضحة حول ما تريد تحقيقه، ولكن إعلامنا متأخر جداً. علينا عدم مقارنة أنفسنا اليوم بالإعلام الموجود بالمنطقة، لأنها منطقة تمر بأزمات». وأضافت: «تبقى دول الخليج العربية هي الوحيدة التي ما زالت اليوم تمتلك قوة اقتصادية واستقراراً سياسياً، واجتماعياً». لكن «إعلامنا يخاطب نفسه، لا العالم. وانتقادي ليس موجهاً للإعلاميين، بل هو موجه بداية إليّ أنا ذاتي، لأني مكون رئيس في هذه المنظومة». وأضافت: «رسالتنا تخاطبنا نحن، لأن إعلامنا محلي، ولم نفكر في الاستثمار فيه».
وقالت المري: «كلما تكلمنا عن الاستثمار التكنولوجي في المنطقة، نواجه صعوبات وتحديات من مواقف لا ترى هذا المستقبل على مستوى المنظومة». وأوضحت: «توجهت القيادة الإماراتية للاستثمار في التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، وهناك وزارة خاصة بالذكاء الاصطناعي، ووزارة خاصة بالعلوم التطبيقية، فمشاريع الحكومة اليوم تفوق كافة المشاريع التي تتكلم عن التكنولوجيا على مستوى العالم». ولكن «للأسف، عندما نأتي إلى هذا القطاع المهم، باعتباره صوت الحكومة، نجد الإعلام يخاطبنا نحن». وبينت أنه بالرغم من أن وسائل التواصل الاجتماعي غيرت كل شيء في العالم، إلا أن «مؤسساتنا الإعلامية تغيرت في حدود بسيطة، وما زلنا نخاطب أنفسنا، وما زال كلامنا مع بعضنا البعض، ولم نضع منظومة تخاطب العالم، وهذه هي المشكلة الرئيسة».
دور الإعلام
ولفتت منى المري إلى ما يحدث في عوالم وسائل التواصل الاجتماعي، وقالت إن أول ما يحدث على هذه المواقع هو «الأخبار المزيفة». وأضافت: «ما قد يحدث بمنصات التواصل، يمثل تحدياً لنا، مثل الشائعات والفتن»، فقد «أظهرت دراسة في العام الماضي لتويتر، أنه من بين 10 ملايين تغريدة، هناك 700 ألف تغريدة عبارة عن شائعات تروجها بعض المؤسسات».