د : ياسمين الخالدي تكتب | أبناء الطلاق بين مرارة الألم والفراق
الجمعة 17/يناير/2020 - 04:56 م
كثيراً ما تنتهي الحياة الزوجية بالطلاق، ليكون الخيار الأصعب والأقسى بلاشك، إذ أنه ينهي مؤسسة الأسرة ويفكك أركانها، ويأخذ الأحلام والطموحات والنجاحات إلى منفى بعيد، مبقياً ضحايا هذه المعركة الخاسرة وحيدين في مرحلة الحياة "أبناء الطلاق".
فما الذي يمكن أن يفعله الوالدان ليخففا من وطئة الآثار النفسية الناجمة عن هذا القرار، لاسيما أن الأبناء سيصبحون عنيفين أو انهزاميين، يرضون بالقليل، ولا يبالون بتصرفاتهم، طالما أنهم أضحوا بعيدين عن رقابة الوالدين معاً .. يعيشان بكنف أحدهما، مكسورين وفاقدين الحنان التام والرعاية الكاملة.
إن بداية الحل وطوق النجاة لتجنب الآثار النفسية لأبناء الطلاق -إن صح التعبير- ستكون بإظهار الوالدين علاقة الاحترام، وإظهار الرعاية للأطفال، وعدم التشبث بالرعاية أو استغلالها أو بث أفكار الحقد والكره من قبل الأب والأم.
يجب أن يضع الوالدان مصلحة الأطفال في المرتبة الأولى، وأن ينموا مهارات الثقة بالنفس لديهم، وأن يشبعوا رغباتهم، ولا مانع إن كان هناك تشاور بين الأب والأم المنفصلين في تربية الأبناء وكيفية حل مشكلاتهم باستمرار.
وعلى الأم المنفصلة أن تدرك أن أبناءها يحملون اسم والدهم وأن الطلاق لن ينهي هذه الصلة، كذلك على الأب أن يقدر دور الأم ولا يقلل من أهمية وجودها في حياة الأبناء ونجاحهم،وأن يتفق الطرفان على حقيقة مفادها أن الأبناء يجب ألا يتعرضوا لصدمات أخرى وظروف أقسى تدمر ما تبقى سالماً في نفوسهم وقلوبهم وشخصياتهم.
على الأم أن تتحلى بالصبر والحكمة أمام صدمة الانفصال، وأن تعود نفسها على ضرورة استمرار العطاء، وأن تتناسى ألم هذا الظرف وتنظر إلى الحياة بعين الأمل، فأبناؤها ينتظرون منها رسالة عنوانها الدعم وتحقيق النجاح.
أبناؤكم أمانة .. حافظوا عليها .. فالطلاق ينهي العلاقة الزوجية..ولكن ..لايمكن ان ينهي العلاقة الوالدية