جمعة الجنيبي : التقدم الذي نعيشه اليوم في دولة الإمارات تواكبه سياسة خارجية منهجها الاعتدال وقيم الحق والتسامح
الثلاثاء 03/ديسمبر/2019 - 02:46 ص
دبي اليوم | القاهرة
في احتفالية سفارة الدولة بمصر باليوم الوم الوطني 48 وبحضور نخبة من الوزراء وكبار المسؤلين والهيئات الدبلوماسية وممثلي البعثات الاجنبية وممثليالازهر الشريف و الكنيسة القبطية بمصر .
كانت ل " صحيفة دبي اليوم " بنشر كلمة سعادة السفير جمعة الجنيبي سفير الدولة بجمهورية مصر العربية ...
وهذا نصها :
معالي دولة رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي
أصحاب المعالي الوزراء
أصحاب المعالي والسعادة / المحافظين / والنواب / والسفراء / وممثلي مشيخة الازهر الشريف والكنيسة القبطية،،
السيدات والسادة،،،
نحتفل اليوم بذكرى عزيزة على قلب كل إماراتي، وهي الذكرى الثامنة والأربعين لتأسيس الإمارات العربية المتحدة، فقد أشرق فجر الاتحاد في مثل هذا اليوم من عام 1971 وبدأت خطوات رحلة دولتنا الواثقة والمظفرة نحو التقدم والتنمية، لتحقيق طموحها الريادي في كافة المجالات تجسيداً "لرؤية الإمارات 2021" التي تهدف إلى جعل دولة الإمارات من أفضل دول العالم في الذكرى الخمسين لإنشائها.
إن دولة الإمارات بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة "حفظه الله"، وأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي "رعاه الله"، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وأخوانهم أصحاب السمو أعضاء المجلس الأعلى للاتحاد حكام الإمارات تمضي بعزيمة لا تلين في مسيرتها الرائدة، وهي بذلك تعول على سواعد أبنائها لمواصلة تحقيق الإنجازات العظيمة للوطن والمواطن.
إن التقدم والتطور والازدهار الذي نعيشه اليوم في دولة الإمارات تواكبه سياسة خارجية متوازنة قائمة على نهج الاعتدال وقيم الحق والتسامح، فالإمارات العربية المتحدة أضحت أيقونة العطاء الإنساني على مستوى العالم، حيث حافظت الدولة على مكانتها ضمن أكبر المانحين الدوليين في مجال المساعدات التنموية والانسانية والخيرية الرسمية قياسا بدخلها القومي خلال السنوات الماضية.
ولعل أبرز هذه الإنجازات إعلان صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان عام 2019 عاماً للتسامح، في دولة تعيش في ربوعها أكثر من 200 جنسية في جو من الانفتاح، والاحترام المتبادل والتعايش المبني على مبدأ التسامح.
والشاهد على ذلك الزيارة الرسمية لقداسة البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان، لأبوظبي في فبراير 2019 للمشاركة في ملتقى الحوار العالمي بين الأديان حول الأخوة الإنسانية، والتي وصف فيها الإمارات بأنها أرض الازدهار والسلام ودار التعايش، كأكبر مؤشر على احتضان الإمارات لقيم التسامح عالميًا، وأيضًا لقائه مع فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف وتوقيع وثيقة "الأخوة الإنسانية" لفتح باب الحوار وتعزيز التسامح بين الأديان.
وجاء هذا العام أيضا ليكرس رؤية الشيخ زايد –رحمه الله-الذي آمن-منذ تأسيس الدولة-بأن نهضة المجتمع تتحقق بتمكين المرأة وتفعيل مشاركتها وإفساح المجال لها لتشارك الرجل في بناء هذا الوطن، وعليه فقد أصدر صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان توجيهاته، برفع نسبة تمثيل المرأة في المجلس الوطني الاتحادي إلى 50 في المئة.
وكان من أبرز إنجازات هذا العام ما حققته الدبلوماسية الإماراتية من تقدم لافت على صعيد قوة جواز السفر الإماراتي، والذي استمر في تعزيز صدارته في المركز الأول حسب مؤشر "باسبورت أندكس"، وحصْد المزيد من الإعفاءات من التأشيرة ليرتفع رصيده إلى 177 دولة تسمح لمواطني الإمارات بدخول أراضيها بدون تأشيرة.
أما على صعيد اهتمام دولة الإمارات بالتكنولوجيا المتقدمة، فقد أولت الدولة اهتماماً خاصاً بتطوير ودعم التقنيات الحديثة، وأعلنت في هذا العام عن تأسيس "جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي"، وهي أول جامعة من نوعها للدراسات العليا المتخصصة ببحوث الذكاء الاصطناعي تهدف إلى تمكين الطلبة من تطوير تطبيقات الذكاء الاصطناعي وتسخيرها في خدمة البشرية.
كما تحقق للدولة حلم مؤسسها، طيب الله ثراه، في الوصول إلى الفضاء، بنجاح رحلة هزاع المنصوري أول رائد فضاء اماراتي وعربي يصل الى محطة الفضاء الدولية. وهي نقلة تاريخية للإمارات في قطاع الفضاء وان التحديات تتحول بكفاءة أبنائها وبناتها الى إنجازات نوعية.
ولا يخفى على أحد أن الإمارات كانت سباقة إلى حمل رسائل السلام ومبادرات التعاون إلى العالم أجمع، وحريصة كل الحرص على بناء علاقات ودية. مما أهلها للفوز في استضافة المعرض الدولي إكسبو 2020 دبي، الحدث الأكبر في العالم لعرض الإنجازات البشرية في مجالات عدة. ويؤكد هذا الحدث قدرة دولتنا على جمع العالم في بقعة واحدة.
السيدات والسادة ،،،
شكلت العلاقات الإماراتية المصرية نموذجاً مميزاً للعلاقات العربية الاستراتيجية المستندة إلى تاريخ طويل من العلاقات السياسية والاقتصادية والاجتماعية بين الشعبين الشقيقين. التي أسسها المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان "طيب الله ثراه". لذا يعمل البلدان ضمن مفهوم الشراكة الاستراتيجية الراسخة، إيماناً منهما بأن تكامل الجهود وتضافرها هو السبيل للخروج بالمنطقة العربية من أزماتها. بالإضافة الى توجههما الثابت اتجاه محاربة الإرهاب والفكر المتطرف وتعتبر علاقاتهما القوية عامل داعم لاستقرار المنطقة وتقدمها.
إن من أكبر المؤشرات والشواهد على قوة هذه العلاقة هو التواصل والتشاور المستمر والزيارات واللقاءات المتبادلة بين القيادات في البلدين كان أخرها زيارة فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي للإمارات في شهر نوفمبر الماضي حيث أعُلن خلال هذه الزيارة عن تأسيس منصة استثمارية استراتيجية مشتركة قيمتها 20 مليار دولار.
هذا وترتبط دولة الامارات بعلاقات اقتصادية وتجارية واستثمارية متميزة مع جمهورية مصر العربية، فقد شهدت السنوات الأخيرة تطوراً متناميًا في زيادة حجم الاستثمارات الإماراتية بمصر والتي بلغت قرابة (6.6) مليار دولار في نهاية 2018، مما جعل دولة الامارات الشريك الاستثماري الأول من حيث رأس المال لجمهورية مصر العربية، كما وتعد مصر الشريك التجاري الأول لدولة الإمارات على مستوى القارة الأفريقية، حيث بلغ التبادل التجاري بين البلدين ما يقارب (5.5) مليار دولار في عام 2018. كما وصل عدد الشركات الإماراتية العاملة في مصر إلى ما يزيد عن 1100 شركة. وهناك حاليا 142 رحلة جوية مباشرة أسبوعيا بين البلدين.