الأحد 24 نوفمبر 2024 الموافق 22 جمادى الأولى 1446
ads
ads
رشا الشايب
رشا الشايب

الكاتبة الصحفية رشا الشايب تكتب: مِمَّا يَلفِتُ انتِبَاهِي

الثلاثاء 03/سبتمبر/2019 - 04:21 م
طباعة
الكاتبة الصحفية رشا
الكاتبة الصحفية رشا الشايب
شخصٌ ذو علمٍ وفير،  بل قل عليمٌ في تخصصه، خبيرٌ في مهنته، يُصِّرُ تمام الإصرار على أن ينقل خبرته وعلمه للأجيال القادمة من دون مقابل، وبدون تعالٍ أو غرورٍ أو مَنٍّ على أحد.
أحدهم أُوتى عزًا ومالًا ومنصبًا وسُلطة ولكنه امتهن عِزّه وسخَّر ماله وذلّل سُلطته في خدمة الناس دون أن يُعلن عن نفسه أو يُعلم أحدًا عن ذلك، ودون أن يتفاخر بذلك أو يظهر أساسًا في الصورة.
وآخر تواضع لله ولخلقه مع امتلاكه كل أسباب التباهي والتفاخر والغرور من نسبٍ شريف أو مالٍ وفير أو منصب وسلطة أو حتى شهرة، فالمتواضع يلفت انتباهي بشدة.
شخصٌ ظُلِم من أحدهم ظُلمًا بَيِّنًا عظيمًا، ومع امتلاكه كل الوسائل التي تدعوه للانتقام ولكنه آثر ألاّ ينتقم وَفَضّل فقط رد الأذى عن نفسه وأوكل الله لكي يرد له حقه.
المخلص في عمله والذي يؤده على أكمل وجه، يرى بعين الإخلاص واجباته ويقدس مسئولياته بنفس الكيفية التي يتعامل بها مع امتيازاته وحقوقه، ويُصر على الإخلاص في عمله حتى ولو لم تُقدره جهة عمله التقدير المستحق وحتى ولو ظُلم في نطاق عمله وانتُقِصت حقوقه.
المتسامح، من سامح من أساء إليه قولًا وفعلًا، من تغاضى عمّن سلبه حقوقه، من قرّر أن يتبنى مبدأ العفو والغفران عمّن هتكوا ستر سلامه النفسي وأورثوه حزنًا وكآبًة وعزلًة.
يلفتُ انتباهي جدًا من يُميط الأذى عن الطريق، من لا يرمِ القاذورات في الشوارع من نافذة سياراته ويلقها حينما يجد في طريقه أول سلة مهملات، من يحافظ على الممتلكات العامة وكأنها بالضبط ممتلكاته الخاصة، وهم ليسوا بالقليل، رأيتُ منهم الكثير.
من يُغيث ملهوفًا أو يُنجد مظلومًا ويُنصفه ومن يقل كلمة الحق دون أن يعبأ بشيء ودون النظر لأي اعتبارات أخرى أو علاقات شخصية أو مصالح ومآرب أخرى.
من يحترم من تَخاصم معه، فحتى لو انتهت العلاقة بينه وبين الآخرين تراه مُصرًا على أن يُنهيها باحترام غير مُنكر لفضلِ أحدهم عليه لمجرد أن تخاصما فلا يفجر في خصومته.
الذي مازال يربي أبناؤه على الأخلاق الحميدة ويرى فيها سبيل النجاة الوحيد مهما توغّل الشر ومهما وهنت الفضيلة وأصبحت غير قادرة على محاربة الفجور، ومهما علا صوت الخبثاء والأشرار.
من يُصر على إعطاء الحقوق للآخرين، وإيصال الأمانات لأهلها حتى ولو كرههم أو تعكرت صفو علاقتهم، نعم، من يَفصِلُ بين أحكام العاطفة والحقوق المفترضة للآخرين، من يملك جزءًا من صفة الموضوعية المنقرضة، فيطرحُ العاطفة جنبًا حين الحديث عن حقوق الأفراد فيعاملهم دون تحيز ضدهم.
من يساعد من لم يقف بجواره يومًا، ومن يُنصف من لم يُنصفه حينما احتاج إنصافه، ومن يَشهَد في حقِّ مالم يجده حينما طُلب للشهادة، من يحترم من أساء إليه يومًا ما، من يصمتُ على من اغتابه بسوء، ومن يتغاضى عمن شوّه سيرته، هؤلاء قلة قليلة ولكنهم مازالوا بيننا يعاملون الله فقط ولا يبتغون من البشر جزاءً ولا شَكورًا.
ومازال هناك الكثير والكثير من الشخصيات التي ملأت ذاتها بالخير والإحسان وألزمت نفسها بالمعاملة الطيبة والحسنة مع كل الناس، فمازلتُ أؤمن بأن الخير في الناس ليوم الدين وأن هناك أُناس لو وُزنوا بالألماس لَرَجَحَت كَفَتهم.
ما مدى انتشار واتساع الصحافة الالكترونية بالوطن العربي ؟
ما مدى انتشار واتساع الصحافة الالكترونية بالوطن العربي ؟