في مساء تزين بروح التاريخ وفي ليل نيل الحياة أبحرت سفينة دبي اليوم معلنة انطلاقة مشوارها محاولة اقتفاء أثار هامات العلم والأدب والثقافة من قاسم أمين الى طه حسين وصولا الى نجيب محفوظ وسر كلمتها.
لم يكن مجرد اعلان انطلاقة.. هي صرخة بحث وعودة وتكريس لكلمة سواء أرادتها مجلة همها الأول الإبداع والتميز ..حالمة بتكريس ثقافة المسؤولية لجيل جديد تحاصره عواصف التكنولوجيا بمحاسنها وبمساوئه
لفيف من كبار الساسة والإعلام والصحافة والفن تكرمت بهم المجلة الوليدة لتطلق عنان رسالتها الجادة في محاولة تقديم قضايا شبابنا وشعوبنا بكلام مسؤول لا يقتصر على نشر النشاطات او الاخبار وانما بمشاركة ناسها في اظهار الجيد والناجح والسؤال عن الجديد والملح لما يفيد شبابنا وشاباتنا اي جيل المستقبل.. سنبحث ونسأل عن قضايا المرأة والبيئة والشباب والاعلام الجديد عن الكتاب واصدارات عالمنا العربي عن التنمية وعن الدراسات عن مجتمعاتنا عن اطفالنا. لاصحاب الفكر والاقلام المسؤولة ستكون دبي اليوم منبرا بعيدا عن أي افكار متطرفة او تسعى للتفريق بين اطياف مكونات مجتمعاتنا.. من حقق حلم دبي وما زال يسعى ويكرس شعار انسانية الانسان فوق كل اعتبار..وضعنا اللبنة الاولى في مشوارنا الطويل والطموح للوصول الى الناس الى الصغير والكبير الى المثقف والمتعلم الى الأم المكافحة الى الطالب الى العامل الى الإعلامي والصحفي الى الفنان الى المسؤول الى السياسي الى كل الشرائح.. دبي اليوم ساحة ثقافية إعلامية ومنبر لكل كلمة مسؤولة ولعل نيل الحياة في ام الدنيا ودبي الحلم في خليج العرب في خيمة الامارات الواعدة يفتحان افاقا لكل جديد..
المعرفة هي هدف ، دبي اليوم ، لا نريد ان نكون رقما اضافيا في المكتبات واكشاك نشر الصحف ، نسعى لان نكون اضافة ثقافية معرفية تستفز المواطن للذهاب الى خيار التسلح بالمعرفة ، ولعل الهم المعرفي هو السلاح الاقوى لتنمية مجتمعاتنا وتقويتها وللاطمئنان الى مستقبلها .
اقول هذا وانا في القاهرة احدى قلاع المعرفة والاعلام والثقافة من التاريخ وحتى الان لغاية ان مثقفين كثر قالوا في القرن الماضي ابحث عن الكتاب في مصر ،
اخترنا القاهرة وهي القلعة الاعلامية لنطلق صوتنا وكلمتنا وهي كانت وما زالت المدرسة الصحافية والاعلامية العربية الرائدة بهدف الارتواء من نيل حياتها واعلامها بحثا عن المعرفة .
دبي اليوم هنا القاهرة ، دبي تلك الجوهرة العمرانية حكاية التحدي والعصرنة ، حكاية تنمية نموذجية ، وحكاية الانسان والمواطن ليس العربي وحسب وانما المواطن العالمي، دبي اليوم تسعى لان تكون صرحا ثقافيا معرفيا وتشحذ همم الاقلام النيرة واقلام المعرفة ، لان تحمل هوية عقلانية تخاطب العقول وليس العواطف ، نحن اليوم في عالم عقيدة التواصل الاجتماعي ، اسمح لنفسي بوصفها ايديولوجيا تحاول صياغة معرفة الانسان وصياغة الرأي العام على قاعدة ثقافة الاستهلاك بعيدا عن المعرفة ، عالم بيئته بخطر صحته بخطر سلامته بخطر اطفاله بخطر ، دبي اليوم تسعى لان تكون واحدة من الخيارات المتاحة امام اي شخص حر وليس مقيدا بشروط البحث عن المعلومة والمعرفة ، دبي اليوم ، مشروع معرفي اخلاقي انساني يليق بالامارات وبدبي ورؤيتها وصانعي احلامها.
نسعى لاعلام هادف يبحث عن حلول لقضايانا عن رؤى مستقبلية عن اسس لمعرفة حرة نزيهة تحفظ القيم واخلاق المهنة ، لا نسعى الى قلب الحقائق ولا الى جعل الابيض اسود ولا الاسود ابيض، نسعى الى توازن في تقديم المعلومة والفكرة والافكار بعيدا عن التطرف او الانحياز والتثبث بفكرة ، انا الحقيقة ولا احد سواي وكثيراً ما تكون تلك الحقيقة مدمرة، نحن أمة وسط وخير الأمور أوسطها وكما يقول قرآننا الكريم ، في قوله تعالى: وَلا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلى عُنُقِكَ وَلا تَبْسُطْها كُلَّ ، الْبَسْطِ وتقعد ملوما محسورا ، ص.ع سورة الإسراء .
فوضى اعلامية ، حروب مواقع التواصل ، على مساحة الكوكب، لا حقيقة مطلقة سوى حقيقة الله ، يضيع الحق يضيع التوازن تضيع الاخلاق تضيع القيم تضيع المهنة واخلاقياتها في شريعة غاب مواقع التواصل. كيف نواجه هذا هو التحدي؟ كيف نحمي مجتمعاتنا من آفات ومخاطر الانفلات.؟
هنا السؤال ..ودبي اليوم ترفع التحدي تشرع سلاح العلم والمعرفة في وجه كل ذلك ..والله المستعان..