الأحد 24 نوفمبر 2024 الموافق 22 جمادى الأولى 1446
ads
ads
رشا الشايب
رشا الشايب

رشا الشايب تكتب | كيف تعلم ان كنت في حب حقيقي ام مزيف ؟

الإثنين 27/مايو/2019 - 01:01 م
طباعة
 
كيف تعلم إن كنت في حب حقيقي أم مزيف؟
الكثير منا سواء كان رجل أو امرأة، مرّ أو يَمر أو سيمر بعلاقات عاطفية تمس القلب وتجذب المشاعر، ومازالت العلاقات العاطفية التي تربط بين الرجل والمرأة يحكمها الكثير من الأمور المتشابكة والجذور المتداخلة، فقد ينخدع البعض في وصف المشاعر وتسميتها بالحب الحقيقي، وهي على العكس من ذلك، هي حب مزيف لن يكتب له الاستمرار، والفروق بينهما جوهرية وواضحة، غير مُلتبسٍ فيها ولا شك نحوها ولا جدال في شأنها.
ولا أحب جملة "الحب المزيف" فلم أُرد أن ألصق كلمة حب - وهو بالنسبة لي أرقى وأسمى المشاعر الإنسانية- بصفات وضيعة كالزيف أو الكذب أو الخداع، فلا يجدر بي أن أضعهما بعد كلمة حب، ولكن اضطُررتُ لذلك لتوضيح الفروقات ولاعتبارات لُغوية بحتة لا أكثر.
وأستعرض لكم هنا في مقالي، الأمور التي ستجعلك تُدرك وبوضوح إن كنت رجل أو امرأة، ما إن كنت في علاقة حب حقيقية أم مزيفة.
أولهما، الكلام المعسول، والعبارات الرقيقة الحنونة، والوصف الرائع لمشاعر الحب مع الوعود اللامعة وتقديم الهدايا المادية، وغالبا ما يكون ذلك في بداية العلاقات، وغالبا أيضا ما تجدهم في كلا النوعين، حب حقيقي أو مزيف، ولكن ما يجعلك تتأكد أنك في علاقة حب حقيقية، أن الكلام المعسول لابد وأن يتبعه أفعال جادة حقيقية تؤكد تلك الكلمات أو تثبتها، فالكلمات هنا حقيقية تصف بالفعل الشعلة التي أنارت في القلب، وفاضت أنهارا من البهجة والفرحة والسعادة على صاحبها بفعل الحب، وتصف أيضا فيضان الشوق العنيد وموجات غضبه الشديد والتي تعصف بالقلب كلما رأى من أحب أو حتى تذكره في خيالاته دون أن يراه، وتصف مرارة الأيام وملل الانتظار وآلام الفقد وأعراض الاشتياق المريرة حينما يزداد بعاد الحبيب أو تطول فترات غيابه.
فالقلب وقتها هو الذي يتكلم بكلماته المعسولة وليس اللسان، فالقلب المسكين هو الذي يعبر عن مكنونه وكيف أن بدا مستسلما، رفع راية استسلامه، وسلّمَ لمن أحبّ كيانه، وقلّده عِزّه و تاجه، ومنحه سره ومفتاحه.     
أما إن كان حب مزيف فستجدها مجرد كلمات وعبارات جوفاء كأوهام أو كدخان يطير في السماء، لا يعقبها أي أفعال تؤكد صحتها، كلمات اعتاد أن يُرددها صاحبها على مسامع الكثيرين وذلك للإيقاع بفريسته لغرض ما أو لمصلحة أو لهدف مادي ما أو لإرضاء غروره مثلا إن كان من غير الناضجين أو للتباهي مثلا بتعدد علاقاته، أيا ما كان الهدف أو الغرض.
وبإمكانك أن تُدرك ذلك سريعا وبوضوح، لأن من يُمثل عليك الحب للوصول لهدف ما، لابد له أن يعلن لك وبجرأة بالغة وبوضوح ومباشرة ذاك السبب، أو يطلب منك التوسط لإتمام تلك المصلحة، أو الاستجابة لهذا الغرض، وبعد فترة قليلة، فليس بمقدور أحد أبدا أن يُمثل مشاعر الحب لفترات طويلة بخاصة إن كانت مزيفة ولإتمام غرض.
أما ثانيهما، الاهتمام والغياب، وأيضا يتواجد الاثنين في كلا النوعين، ولكن احذر الفارق بينهما، فالاهتمام في علاقات الحب الحقيقية يكون اهتماما مستمرا، غير مرتبط بالحصول على شيء مادي، أو ليس مشروط بشرط ينتهي عند الوصول إليه، فيكون الاهتمام هنا بغرض تحقيق السعادة للطرف الآخر، هذا هو الهدف الحقيقي، إدخال الفرح والسرور علي الطرف الآخر، أما الاهتمام في علاقات الحب المزيفة تجده في البداية مبالغا فيه جدا، وبعد أن يصل صاحبه لهدفه أو حتى وإن فشل للوصول لغايته، تجد الاهتمام يقل فجأة، أو حتى التواصل بشكل عام إلى أن يختفي بشكل كامل وبلا أي مقدمات.
 أما الغياب فذاك أمر هام أيضا ومن الممكن وبسهولة أن تدرك سره في نوعي العلاقات الحقيقية أم المزيفة، فالغياب موجود في كلا النوعين، ولكن أيضا مع الفارق، ففي الحب الحقيقي قد يقرر أحد الطرفين أو يتعمّد الغياب، وذلك لسببين أولهما لكي يختبر مشاعره إن كانت حب أم لا، أو لكي يختبر مشاعر الطرف الآخر نحوه إن كانت حب أم لا، وهل سيشتاق له أم لا؟ ولا يكن الغياب هنا لفترات بعيدة، لأن من يُحب حقا لا يستطيع العيش بدون من أحبه، أما الغياب في الحب المزيف يكون متعمدا أيضا ولفترات بعيدة جدا قد تصل لإنهاء العلاقة بالكلية، و يكون الغياب هنا بسبب وهو إما حصول صاحبه على المنفعة التي أسس عليها العلاقة وجعل الحب ستارا لها، أو لأنه فشل في الحصول على تلك المنفعة بعد طلبها مباشرة منك، فيفر ويذهب لغيرك ليمارس معه نفس الدور وبنفس الطريقة حتى يصل لما يريد من منافع وأهداف مستخدما الحب كورقة يلعب بها في سبيل ذلك.
وكلمة أخيرة لكل رجل أو امرأة، العلاقات الحقيقية لا تَقم على مجرد كلمات، فإن لم تتبعها أفعال تثبتها و تؤكدها، فستصبح علاقة ناقصة، غير مختبرة وغير جدية، وغير حقيقية، فالكلمات يتأثرن بها الهائمات والساذجات من النساء، هن فقط من يطربن للكلمات دون أفعال، أما الناضجات العاقلات الواثقات من أنفسهن، هن اللواتي يصدقن الأفعال التي تخاطب عقولهن قبل أن تستقر في قلوبهن.   
والأفعال هي كلمة السر فى نجاح أي علاقة، والأساس المتين الذي يقوم عليه الحب ويقوى ويصمد أمام تقلبات الزمن، وعواصف الأقدار، وتحديات الحياة. وتتلخص فى الصدق و الاهتمام والشعور بالأمان والاحترام والاخلاص والاحتواء والحنان...  
وألقاكم في مقالي القادم " الأفعال هي الحب الحقيقي"
ما مدى انتشار واتساع الصحافة الالكترونية بالوطن العربي ؟
ما مدى انتشار واتساع الصحافة الالكترونية بالوطن العربي ؟