محمد الهديب يكتب | الخيط الرفيع
الخميس 16/مايو/2019 - 06:36 ص
دبي اليوم | السعودية
كتب | محمد الهديب
كل انسان في داخله رغبة في الضحك ،والبحث عن ما يجلب السعادة للترويح عن النفس واجلاء ضغوط الحياة ،لذلك يتجالس البشر فيما بينهم ،ويتجاذبون اطراف الحديث ،ويتبادلوا النكات حتى اصبح صناع الافلام والمسلسلات يقدمون الاعمال الكوميدية ليستمتع المشاهدون بما يطرح على شاشات التلفاز .
وفي ضل هذا التسابق على صناعة الضحك عبر المسرح والشاشات ، وسعي الكثيرين على عرش الشهرة ،غاب عنهم خيط رفيعلم يدركة الكثيرون.
وهو ..
الفارق بين الكوميديا الراقية، والاسفاف الذي يجلب الاشمئزاز بسبب انه لا يخضع لمقاييس ومعايير الذوق العام .
فعندما يعتلي احد الشباب ..( استاندب كوميدي )
المسرح ليقدم فقرته دون التحضير لما يقول ويبدأ في استحلاب الضحك ! بإطلاق عبارات مسفه وكلمات نابية، أو السخرية ببعض الانظمة والرموز والشخصيات ،من أجل أن يضحك جمهوراً لا يعي ما يقوله ،لأنهم من دول تختلف عن دولته وإن كان على ارض وطنه وتجاوز القيم والعادات بحجة الإنفتاح الذي يتم ترديده كشماعة لإقناع الاخر بحرية التعبير ،وأن الكوميديا ،ليس لها سقف أو حدود فهذه المقولات خاطئة جملة وتفصيلاً .
فلو عدنا لزمن الفنون الجميلة لوجدنا مسلسلات ومقالب ومواقف لا تخدش الحياء فالكوميديا تبنى على المواقف الساخرة بعكس ما يحدث اليوم حيث لم يعد هناك تمييز .
وأن الضحك له مواقف ويندرج تحت مقولة لكل مقامٍ مقال فما يتم تداوله في الجلسات الخاصة لا يصلح أن يكون أمام العامة .
لذلك رسالة لكل شاب عاشق للضحك والكوميديا لكي تنجح يجب أن لا تقول أي كلام يجعلك تعجب بضحك الجمهور على ما تقدم، دون أن تعلم أنهم يضحكون على قلة عقلك ،وهبلك ،وما تطرحه من اسفاف .
فلا تبحث عن شهرة أساسها خاوي تجعلك تندم عندما تنضج تجربتك.
محمد الهديب