الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
ads
ads
د . فاطمة الدربي
د . فاطمة الدربي

دكتورة فاطمة الدربي تكتب | شهر التسامح .. رمضان

الجمعة 10/مايو/2019 - 03:57 ص
طباعة

بحلول الشهر الفضيل وما يحيط به من أجواء روحانية وتسامحية، يجلس المرء جلسة مصارحة ومصالحة مع نفسه، مراجعا حساباته ومعيدا النظر في الكثير من الأخطاء التي وقع بها، اذا يعتبر الشهر الفضيل موسما للتصالح مع النفس والتسامح مع الاخرين

شهر رمضان، جعله الله، فرصة لكل عاصي أو متخاصم أن يبادر بالعفو والصفح فهو شهر التسامح والغفران والحب والرحمة، فالله تعالى أمرنا بالصيام ليس فقط للامتناع عن الأكل والشرب بل لغرس الفضائل وتعويد الناس عليها، فالمسلم في هذا الشهر يجب أن يتحلى بالاخلاق الكريمة، ويعفو ويبدأ هو بالتسامح حتى وان أخطأ في حقه أحد وسوف يجازيه الله حسنا على ذلك.

فالإسلام قد جاء ليقيم أركان المجتمع على مكارم الأخلاق والصفات النبيلة التي منها الصفح، والعفو عن الإساءة والأذى، والحلم وترك الغضب، والإنسان في حياته يلاقي كثيرا مما يؤلمه ويسمع كثيرا مما يؤذيه، ولو رد كل شخص الإساءة التي توجه له بمثلها لعشنا في صراع دائم مع الناس وما استقام نظام المجتمع، فالإنسان مطالب بأن يكون واسع الصدر يسارع إلى الحلم قبل أن يسارع إلى الانتقام، وأن يضع بدل الإساءة إحسانا ومكان الغضب عفوا وحلما، وأن يتذكر قوله تعالى:

(وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيم )    

لذلك حث الله تعالى ورسوله الكريم على استغلال شهر رمضان في التسامح والعفو والصفح 

ومن الايات القرآنيه التي جاءت لتأكيد هذه المفاهيم:

قوله تعالى ( وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ )

ومن السنة: عن عائشة رضي الله عنها قالت: ما ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئاً قط بيده ولا امرأة ولا خادماً، إلا أن يجاهد في سبيل الله، وما نيل منه شيء قط فينتقم من صاحبه إلا أن ينتهك شيء من محارم الله تعالى فينتقم لله تعالى. رواه مسلم.

رمضان شهر التسامح والغفران رمضان هو شهر الخير والبركة والنماء ،فهو يعمل على دعم الإيمان وتقوية مكارم الأخلاق في الإنسان .ومن هذه الأخلاق خلق التسامح والغفران الذي يعمل على تطهير القلب من المشاعر السلبية من بغضاء وأحقاد لتحل محلها المشاعر لإيجابية من محبة ورحمة وأمان،وهذا لمن شأنه أن يساهم في تحقيق الراحة النفسية والصحة الجيدة ،ويساهم في توطيد العلاقات بين الناس فتتحقق الوحدة بين الأسرة وباقي المؤسسات الاجتماعية.

والتسامح فطري ومكتسب ،فطري أودعه الله تعالى في عباده بنسب و أقدار متفاوتة ،ومكتسب يكتسبه الإنسان من البيئة أفضلها التعاليم السماوية التي تحث الإنسان المسلم على العفو والتسامح ومغفرة الأخطاء والزلات. قال تعالى مخاطبا الرسول صلى الله عليه وسلم وهو خطاب لكل مسلم:(فاصفح الصفح الجميل ) .

وبالمناسبة فإني سامحت كل شخص أساء إلي ،وأستسمح كل شخص أسأت له بقصد أو عن غير قصد ، وكل عام وأنتم بخير وكافة المسلمين . التسامح قد يكون أحياناً صعباً لكن من يصل إليه يسعد

 

دكتورة فاطمة الدربي
دكتورة فاطمة الدربي
ما مدى انتشار واتساع الصحافة الالكترونية بالوطن العربي ؟
ما مدى انتشار واتساع الصحافة الالكترونية بالوطن العربي ؟