يعتبرالعطاء فلسفةً وممارسةً في المجتمع الإماراتي بكل فئاته ومقوِّماته المادية والمعنوية والايمان بأن الانضمام إلى المجتمع ينطوي بالضرورة على التزام أخلاقي ينطلق في المقام الأول من الإسهام الإيجابي والبناء في هذا المجتمع والمشاركة الفاعلة في كل ما فيه خير للنماء والازدهار
ويعدّ التطوع بأبعاده الإنسانية والاجتماعية، سلوكاً حضاريا يعزّز قيم التكافل والتعاضد والتآزر، حيث ينعكس تأثيره إيجابياً في حياة الأسرة والفرد والمجتمع، كما يسهم في الارتقاء بالثقافة المجتمعية ككل، ويعمل على تنمية الحس بالمسؤولية وتحفيز روح المبادرة. كذلك يساعد التطوع الأفراد على اكتشاف إمكانياتهم وإطلاق طاقاتهم واستثمار وقتهم بصورة مفيدة من خلال المشاركة في أنشطة تسهم في إحداث فرق إيجابي في مجتمعاتهم.
العمل التطوعي المجتمعي يقوم به مجموعة من الناس بعمل تطوعي لتحسين جهود وصفات المجتمع في المنطقة أو المكان الذي يعيشون فيه، لذلك لا بد أن تدعم الحكومات هذه المجموعات حتى يتمكنوا من النجاح في مجالات مختلفة مهما كانت الحدود الاجتماعية، والبيئية، والاقتصادية التي تربط فيما بينهم؛ لأن اتحاد مجموعة من المتطوعين يمكِنهم القيام بمجموعة من الأنشطة الفعالة والجيدة.
إن من الجميل أن يمنح الإنسان ما يعده ثميناً للآخرين دون انتظار مقابل، إذ لا يوجد ما هو أغلى من الوقت والمال، فأن يهب الإنسان جزءاً من وقته أو ماله أو جهده، فهو في عداد المتطوعين الساعين لخير المجتمع والإنسانية؛ حيث يعد العمل التطوعي ركيزة من الركائز الهامة لرفعة الوطن وإنماء المجتمعات، ونشر قيم التعاون والترابط بين الناس، إضافةً لكونه سلوكاً إنسانيا فريداً يدل على مقدار عالٍ من العطاء والبذل وحب الخير للإنسانية جمعاء
هناك الكثير من الأمور التي تدفع الأفراد والهيئات المختلفة للتطوع وممارسة العمل التطوعي رغم ما يحتاجه من وقتٍ وجهدٍ ومال، منها ما يتعلّق بالشعور الذي يأتي بعد إنهاء العمل التطّوعي، ومنها ما لا يتعلّق به، لكن كل الدوافع هذه تتكاثف وتتشابك ليأتي في نهاية الأمر التزام ومسوؤلية حقيقية يدفع الفرد لبذل كل جهده في هذه الأعمال
العمل التطوعي يفيد المتطوع من خلال تعزيز ثقته بنفسه والحصول على مكانة مرموقة والاحترام بين أبناء مجتمعه. يؤدي إلى زيادة الخبرات والمعلومات لديه. يساهم في إشباع حاجات نفسية وفكرية لدى المتطوع؛ لأنّه سيشارك في مشروعات تطوعية محببة إليه وسيكتشف ذاته فيها. استثمار أوقات الفراغ في أعمال اجتماعية وإنسانية مفيدة له ولأفراد مجتمعه، وتجنّب ضياع الوقت في أمور لا فائدة منها. الحصول على الأجر والثواب من الله عزّ وجل
نريد فتح أبواب التطوع التخصصي كل في مجاله والجهات الحكومية يمكن أن تستفيد من آلاف الساعات من تطوع الأفراد المتخصصين لخدمة وطنهم ( محمد بن راشد آل مكتوم)